عاجل
ندوة المسرح السوري المعاصر توصي بتفعيل الحوار المشترك وفتح قنوات الاتصال المباشر بين النقاد وكل الفعاليات الفنية
ندوة المسرح السوري المعاصر توصي بتفعيل الحوار المشترك وفتح قنوات الاتصال المباشر بين النقاد وكل الفعاليات الفنية -
واصلت ندوة المسرح السوري المعاصر..آفاق وتحديات برنامج لقاءاتها لليوم الثاني في مكتبة الأسد مفتتحة جدولها بورقة للدكتور سامر عمران حملت عنوان /المعهد العالي للفنون المسرحية..واقع وآفاق/ حيث تطرقت هذه الورقة الى طبيعة المعهد كمؤسسة أكاديمية للفن حملت على عاتقها تخريج عشرات الطلاب والطالبات في شتى صنوف الإبداع المسرحي. وأوضح عميد المعهد العالي للفنون المسرحية أن المشاريع والبحوث المسرحية التي قدمها المعهد منذ افتتاحه في منتصف سبعينيات القرن الفائت على أيدي أساتذة كبار من أمثال أسعد فضة وسعدالله ونوس وأديب اللجمي وصلحي الوادي نجحت في تكوين هوية للثقافة السورية ليثبت المعهد في هذه المرحلة التي يمر فيها وطننا الغالي أنه قادر على الاستمرار في تقديم الإنسان السوري الفنان والمثقف المحترف عبر اعادة تشكيل آلية تفكيره بمنطق إبداعي وفهم للهوية الوطنية وإدراك آلية عمل العرض الفني وعلاقة المرسل الفنان بالجمهور المتلقي وفهم نظام إشاراته وتكوين ذلك الطقس الاجتماعي في المسرح. وبين عمران أن التجربة المسرحية السورية كان لها أثر مباشر بجعل الآخر يتعرف على آلية تفكير الآخرين وبالتالي تقريب المسافة بينهما وذلك بجعل هذا الآخر يعيد النظر في قناعاته الراسخة حيث يتطلب هذا العمل نوعية من الفنانين الذين يؤمنون بالمسرح ويمتلكون أدوات تعبيره المحترفة التي تجعلهم قادرين على ترك ذلك الأثر مما يتطلب دعماً مباشراً ومستمراً وصولاً لطرح المفهوم الأهم للعمل الفني ألا وهو الحب والأمل وفهم الآخر ودعوته للتفاهم والتواصل والحوار إذ رأيت أثر المسرح بشكل مباشر في عروضي وعروض زملائي كون المسرح طقسا اجتماعيا بامتياز. بدوره قدم الباحث جمال عبود ورقة بعنوان / الحكواتي في المسرح السوري/ قال فيها ../ من غير الممكن حتماً الاعتقاد الجازم بأن فناً ما ولد مستقلاً أو مقطوع الصلة بما سبقه من فنون بل الأقرب في اعتقادي أن الفنون كسائر الظواهر الاجتماعية والثقافية تتواصل بشكل علني وصريح فيكرس اللاحق منها ما بدأه السابق ولاسيما في المسرح حيث يحتل الحكواتي موقعاً مميزاً في التأليف السردي العربي في الشفاهي منه أولاً وهو المروي الذي يسعى أن يكون مرئياً وفي المكتوب ثانياً الذي يسعى أن يجسد الصورة كتابةً فقط. وأوضح عبود أن فتنة وقدرة الحكواتي على الاختزال وعلى التلاعب الرشيق بالزمن المسرحي وإيجاز المعقد والمتشابك من الأحداث وحل ما هو ملغز في الشخصية والحدث كل ذلك سوف يعزز من وجود الحكواتي فيما يناسبه من العرض المسرحي وبخاصة حين يرغب صاحب العرض نفسه استلهام التراث العربي ليبدو الحكواتي التقليدي نفسه شخصية معاصرة قابلة لأن تسهم في إثراء عناصر ومكونات العرض المسرحي دون أن يعني ذلك أن حكواتي مسرح اليوم هو استمرار لحكواتي الأمس بالضرورة لكنه تواصل الفنون وتراسلها الذي لا يمكن إنكاره ولا يجب إنكاره أصلا. في ورقته التي حملت عنوان / الوحدات الثلاث في مسرحية عبد الله الأخرس/قال الدكتور عبد الكريم محمد الحسين ان المسرحية تحكي ثلاث حكايات أسطورية مشتبكة بالواقع وتكشف عن طبيعة المسرحية الذهنية من جهة أحداثها المزعومة في التاريخ الأدبي والفلسفي ووسائلها التعبيرية حيث نلاحظ الجهة الافتراضية للعمل المسرحي السوري المرتبطة بالزمان والمكان والحدث. وأبرزت دراسة الدكتور محمد الحسين أوتاد المسرحية فنياً مرتبطة بمقاصدها الفكرية والجمالية التي تنضوي على رغبة في التغيير تبدأ في العقل المسرحي ولا تنتهي بالبناء المسرحي للفضاء وإدخال التقنيات المعاصرة لاختراق العوالم الأسطورية للشخصيات المسرحية بغية تقريبها من جمهور المشاهدين وطي الأزمنة الغابرة وتكثيفها وصولاً إلى تقييم التجربة الفنية السورية الخاصة بالعرض والإطلاع على مصادرها. كما ألقى الدكتور محمد قارصلي محاضرة بعنوان / الممثل بين المسرح والسينما/ شرح فيها أستاذ المواد السينمائية والمسرحية طبيعة الشرطية المسرحية التي تتطلب من الممثل المسرحي أسلوباً خاصاً بأداء هذا الممثل يعتمد على المبالغة والتضخيم والإكثار من الحلول الجسدية والصوتية وهذا لا يصلح بأي حال في أداء الممثل السينمائي فالفن المسرحي يمكن أن يتآمر مع المتلقي لكن تبسيط الفروق لهذه الدرجة لا يعني أبداً بساطة المناهج الأكاديمية لتدريب الممثل بين إبداع الممثل المسرحي وإبداعه في الفيلم السينمائي. وختمت الندوة التي تقام بالتعاون بين وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب بتوجيه توصيات حول تفعيل الحوار المشترك وفتح قنوات الاتصال المباشر بين النقاد وكل الفعاليات الفنية ولاسيما أثناء إقامة الورش التدريبية ومشاريع التخرج لطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية بكل الاختصاصات الموجودة في المعهد وكذلك فرق العمل المسرحية وخاصة في مرحلة الإعداد للعروض المسرحية لما في ذلك من أثر إيجابي في تضييق الفجوة بين النقاد والمسرحيين وتقريب المفاهيم الخاصة بالمصطلحات المسرحية. كما أوصت الندوة بتدعيم فكرة الملتقيات والمنتديات والندوات المشتركة وإقامة الدوائر المختصة المؤهلة لتحديد الموضوعات المناسبة للحوار بما في ذلك تناول عروض حية بما يضاعف من فائدة الملتقى ويضيق من فجوة اغتراب النص النقدي عن العرض الحي وصولاً إلى تبادل الكتب والمطبوعات المسرحية بين اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة وإقامة دائرة مشتركة مهمتها مراجعة هذه الكتب قبل طباعتها توخياً لحسن الاختيار والمراجعة النقدية الوافية قبل إجازتها للطبع. وأوصت الندوة التي حضرتها وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح بتحفيز طلاب المسرح على متابعة الفعاليات التي يقيمها اتحاد الكتاب العرب وخاصة الندوات المكرسة للنقد والدراسات الأدبية في القصة والرواية والنص المسرحي لما تتضمنه بعض الأبحاث من دراسة معمقة لمكونات النص خاصة ما يتصل بالشخصية المسرحية لما لذلك من صلة وثيقة بعمل الدارس والفنان المسرحي وتحفيز طلبة الجامعات وطلبة الدراسات العليا في الجامعات على دراسة التجارب المسرحية العريقة والمعاصرة إضافةً لتنظيم لقاءات دورية سنوية أو فصلية بين الفعاليات النقدية ولاسيما ممن لهم اهتمامات حقيقية في متابعة العروض والتجارب المسرحية مع الفعاليات المسرحية مثل الهيئة التدريسية في المعهد العالي للفنون المسرحية والفعاليات المختصة في مديرية المسارح والموسيقا / المسرح القومي/. ودعت الندوة التي اختتمت أعمالها بعد ظهر أمس في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد الوطنية الى العمل على إصدار الكتب التي يشترك في تأليفها مختصون من النقاد والمسرحيين العاملين في شتى اختصاصات المسرح بما يعزز الفائدة للطرفين والاستفادة من الفصليات التي تصدر عن وزارة الثقافة وعن اتحاد الكتاب العرب وإقامة ملتقيات مشتركة تستفيد منها هذه الفصليات وتعمل على تعميم الفائدة لأوسع قطاع من القراء والمهتمين. تشرين الأول29 , 2013 دمشق-سانا