#وزارة_الثقافة #مديرية_المسارح_والموسيقا #مهرجان_الأغنية_السورية_التراثية_الثالث #فرقة_التراث_السوري_للموسيقا إعداد وإشراف #إدريس_مراد أيام ١٢_ ١٣_١٤ آب ٢٠٢٤ على مسرح قصر العظم ، السابعة والنصف مساء.
#وزارة_الثقافة #مديرية_المسارح_والموسيقا #مسرح_الطفل_والعرائس يقدم مسرحية #الملك_فانوس_والقط_بسبوس تأليف : #نور_الدين_الهاشمي إعداد وإخراج :#عبد_السلام_بدوي اعتبارا من ٦ /٨ / ٢٠٢٤ على #مسرح_القباني بدمشق ، الساعة ٦ مساء.
#وزارة_الثقافة #مديرية_المسارح_والموسيقا #المسرح_القومي_بالحسكة #للفرح_طعم_آخر نص وإخراج : #اسماعيل_خلف أيام ٣_٤_٥ /٨ / ٢٠٢٤ اعلى مسرح صالة المركز الثقافي العربي بالحسكة ، الساعة ١٢ ظهرا
#وزارة_الثقافة #مديرية_المسارح_والموسيقا تقدم مسرحية #مسخ_كافكا نص وإخراج : #فيصل_الراشد تمثبل. #رايسا_مصطقى اعنبارا من الاربعاء 24/ 7/ 2024 على مسرح القباني ...الساعة السابعة مساءً

عندما يبقى باب الحكاية مفتوحاً
مونودرامـا «إعادة تدوير».. تصعيـد التاريـخ الشخصي مسـرحياً
بديع منير صنيج

عندما يبقى باب الحكاية مفتوحاً مونودرامـا «إعادة تدوير».. تصعيـد التاريـخ الشخصي مسـرحياً بديع منير صنيج

 

17/11/2015

عندما يبقى باب الحكاية مفتوحاً

مونودرامـا «إعادة تدوير».. تصعيـد التاريـخ الشخصي مسـرحياً

بديع منير صنيج

لم يكن الإطار الخشبي..«المَلبَنْ»، وترحيب شخصية «سعدي أسعد أبو السعود» بجمهور مسرح القباني للدخول من خلاله إلى مقاعد الصالة، سوى توطئة بارعة من قبل المخرج «سامي نوفل» لإشراكهم في الحدوتة التي كتبها ومثَّلها «أسامة جنيد» بعنوان «إعادة تدوير»،

 

إذ إن هناك سعياً لجعلنا «نذهب إلى المسرح كما نعثر على الحياة», حسب تعبير المسرحي الإنكليزي «بيتر بروك»، ولذلك كان الباب المفتوح الذي دخلنا منه هو ذاته الذي دخل منه «سعدي» أيضاً، ليبدأ بسرد سيرته الذاتية، بعجرها وبجرها، مُتعمِّداً كسر الجدار الرابع، وإشراك «الإخوة في التّلقّي»، حسب تعبيره، في حاضر الشخصية وماضيها وحتى مستقبلها، من خلال تحفيز تواطئهم الخفي من جهة، وإزاحة دهاء الملل عن السرد من جهة أخرى، باستخدام أسلوب أداء رشيق، ولغة تجمع بين السخرية من القدر، وفي الوقت ذاته التهكم على الشخصية ذاتها، مع مهارة في إدغام الشخصي بالعام، ما ساهم في مزيد من الحيوية.

الممثل «جنيد» سعى منذ البداية لجعل ما يقوله أشبه بوصفة سحرية، بالتعاون مع رؤية «نوفل» الإخراجية، فـ«سعدي» أستاذ التاريخ، رغم ولعه باختصاصه، إلا أن راتبه المنتهي في بداية الشهر، جعله يبحث عن مصدر آخر للدخل، وجد مُبتغاه عند «أبو النّور» الذي يعتاش من البحث في أكوام القمامة،  وأقنع نفسه، بأن مُخلّفات البشر أهم بكثير من مُخلَّفات التاريخ، وبأن «المزابل تاريخ شخصي»، بمعنى أنه أوجد مقاربته الخاصة بين التاريخ والمزبلة، ولاسيما أن الأول يكتبه المنتصرون، بينما الثانية يشترك فيها الجميع، وهذا ما جعله يعد صِدْقَ رائحة المزابل بمنزلة «كنز ثمين» مقارنةً مع الكنوز الواهية التي تمتلئ بها صفحات التاريخ النتنة، أما ما يتعلق بمكانته الشخصية في الوقت الراهن، فهي ليست بذات أدنى أهمية، طالما أن زوجته باتت راضية عنه، بحُكْم زيادة مَدخوله، ولاسيما بعد تعامله مع «مستوردي القمامة»، أمثال «عبد الستار أبو حاوية» وغيره، رمزية عالية وسلاسة في تصعيد التاريخ الشخصي لـ«أبو السعود»، ليكون بمنزلة تاريخ أشمل بكثير وأعمّ، جعله يُصرّ على أن يسقينا من الكأس المُرّة ذاتها التي عثر عليهـــــا أثناء عملــــه «التنقيبي» في التــاريــخ/المزبلة، فالإبريق من زمن المماليك، والكؤوس لجنكيز خان، والشاي من أيام السلطان عبد الحميد، نبشٌ في استعمارات مُتكرِّرة، واستعادة لمظالم عديدة، لم يكن آخرها ما تحدَّثَ عنه «سعدي» بعد سقوط طائرة بالقُرْب من مزبلته الشخصية، واستئثاره بالصندوق الأسود وحقيبة جلدية سوداء مملوءة بالأقراص المُدْمَجة، جعلته، بعد بعض الوقت، أسيراً في غوانتانامو، يعاني عذابات التحقيق، ولا إنسانية المُحقّقين، التي انتهت بالاعتذار منه، بحجة أن اعتقاله لم يكن أكثر من «تشابه أسماء»، ليعود بعدها عبر تركيا، فيُفاجأ بإرهابيي «داعش» في استقباله، أي أنه انتقل من زنزانة إلى زنزانة أخرى أشد قتامةً، هنا تعلو نبرة السخرية وجماليات المفارقة، عبر الاتكاء على بعض ملامح «تُراث الأداء المتفاصح» الذي كان سائداً في المسرح القومي أيام الثمانينيات، لاستجداء عطف الإرهابيين المُتَسَتِّرين بزيّ الإسلام، من خلال الكذب المُبَطَّن عليهم باللغة الفصحى، فكان مفتاح نجاته من براثنهم، ليجد أن إمبراطوريته التي بناها على «أمجاد المزابل» انهارت تماماً، وباتت مُجرَّد رُكام لما أسماه «مزبلة الشرق الأوسط الجديد» بكل آماله وأحلامه، فما كان منه إلا أن جرَّ ذيول هزيمته، ورَكِبَ زورقاً وغادر

السينوغرافيا التي حققها «سامي نوفل» اتكأت على الاقتصاد في العفش المسرحي قدر الإمكان، إذ خلت الخشبة عموماً، إلا من شمّاعة ملابس، وكُرسي أشبه بكرسي الحكواتي، وإطار خشبي، وستارة قماشية استخدمها كخلفية لعمارات جميلة لا تلبث أن تنهار، في حين لعبت الإضاءة «صممتها ريم محمد» دوراً مهماً في التنقل عبر الزمان والمكان، وتعزيز الحالة الدرامية للمشهد بواقعيته ورمزيته، بينما استطاعت ملابس وإكسسوارات «علي النوري» أن تُحقِّق التناقض بين روح الإنسان السّجين، وروح الإنسان الحرّ الذي اخترق في النهاية دماره الذاتي، جامِعاً كلّ «مُخلَّفاته» الشخصية، مُستخدِماً إياها كشراع في رحلته نحو المستقبل بكامل غموضه، وكأننا كُنّا أمام «إعادة تدوير» مسرحية للذات الإنسانية في عزِّ مُعاناتها الوجودية!!