تحتفل مديرية المسارح والموسيقا اليوم بيوم الرقص العالمي من خلال تقديم العرض الراقص “حساسية عالية” الساعة الخامسة مساء على خشبة مسرح الحمراء وعلى مدار خمسة أيام وهو عن نص لكمال بدر وإخراج جمال تركماني الذي يشير في تصريحه لـ”البعث” أن العرض عبارة عن مجموعة من اللوحات التي تتحدث عن ذاكرتنا الفردية والجمعية وتفاصيلها خلال الأزمة،مبيّناً أن كل لوحة لها موضوع خاص ولكنها جميعها تقدم ضمن الإطار العام للعرض الذي يقول:”أشياؤنا تموت معنا ولكن لا تدفن” وأن الرابط بيننا أننا جميعاً موجودون في هذا البلد حيث كل مكان أصبح يشبه الآخر مع اختلاف بعض التفاصيل”.. ويؤكد تركماني أنّه تعامل فنيّاً مع هذه المواضيع عبر طرح جديد على صعيد الرقص مستخدماً كافة أنواع الرقص لإيصال الفكرة بطريقة صحيحة فكان العرض تجربة جديدة على صعيد ثلاثة فضاءات مستخدمة: خشبة المسرح،الإضاءة،السينما،مبيناً أن موضوع الأزمة من الصعب التعبير عنه وإيصاله بطريقة فنيّة يتقبلها الجمهور خاصةً وأن الجمهور إن أراد أن يشاهد على المسرح ما يشاهده في الأخبار فلن يتوجه إلى المسرح،موضحاً أن فكرة الحديث عن الأزمة ضمن الأزمة مخاطرة كبيرة لأن ما سيقال في العرض يعرفه الناس..من هنا كان لا بد من مسرحة الواقع بطريقة فنيّة،مشيراً إلى أنه حاول على صعيد الرؤية الإخراجية التركيز على العديد من التفاصيل الصغيرة،ووقعنة الأشياء عن طريق الرقص والشاشة موضحاً أن “حساسية عالية” ليست عرضاً مباشراً بل هو عرض واقعي سيفهمه كل من يتابعه.
وردّاً على من يتّهمهم بالرقص على أجساد الأموات في الوقت الحالي يبيّن تركماني أن كل شخص في مكانه محارب،وأن كل واحد منا يجب أن يقوم بمهامه بكل صدق دون أن ينكر أن الظروف الحالية صعبة جداً،وأن الكثير من الصعوبات قد واجهت العاملين في هذا العرض ومع هذا أرادوا أن يقولوا كما كل السوريين”بدنا نعيش”دفاعاً عن حياتنا وحياة سورية،والجميل برأيه أن الجمهور يدرك هذه المعادلة ولذلك يخلص لهذه العروض فيحضر ويشجع،مشيراً إلى أن مهمة الفنانين مهمة مقدسة تقوم على احترام الجمهور وتقديم ما هو راقٍ،مؤكداً أن أهم ما كتب وما عرض عالميّاً ولدَ في ظروف وحروب صعبة، ويختم تركماني كلامه بشكر المشاركين في العرض وشكر مديرية المسارح والموسيقا التي أتاحت فرصة الاحتفال وإدخال الفرح إلى قلب الشعب السوري.