عاجل
مسرحية “قهوة مرة” مونودراما من حلب على مسرح الحمراء 09/03/2015 دمشق-سانا
مسرحية “قهوة مرة” مونودراما من حلب على مسرح الحمراء
09/03/2015
دمشق-سانا
مزج الفنان حازم حداد بقوة بين عدة أنواع من مسرح المونودراما في عرضه “قهوة مرة” حيث زاوج الفنان القادم من حلب بين الغناء والحكواتي ومسرحية الممثل الواحد ضمن حكاية كتبها وأخرجها ومثلها بشجاعة فنية قاربت عروض الـ ” مان وان شو” ليكون هذا العرض بمثابة صرخة لمدينته التي أرهقتها الحرب وذلك ضمن توليفة واسعة من فنون الجسد والغناء والسرد .
المسرحية التي افتتحت أمس عروضها على خشبة الحمراء تروي حكاية/أبو سمعو/ المواطن السوري الذي عايش تفاصيل الحرب من متراس إلى متراس حيث يفقد الرجل زوجته بطلقة قناص ويموت ولده الصغير وتتزوج ابنته دون علم منه بعد لجوئه لدار للإقامة المؤقتة ليمسي وحيدا فيقرر العودة إلى بيته رغم كل الأخطار التي من الممكن أن يتعرض لها في حلب.
واعتمد الفنان حداد في صياغته لهذا العرض على أدواته العديدة في الغناء والرقص والتقليد معولاً على تقنية المخاطب الغائب في عروض المونودراما حيث وظف مجموعة من المشاجب كشخصيات قام بأداء أدوارها جنباً إلى جنب مع شخصيته التي روت رحلة تهجيره من حيه الحلبي نحو مركز للإقامة المؤقتة مستعيداً ذاكرة مدينة سيف الدولة وأسواقها القديمة التي أتى عليها الإرهاب ومشتغلاً عبر خطاب مسرحي لافت مع دراماتورج العرض الفنان أسامة السيد يوسف على بنية سردية تضافرت فيها إضاءة الفنان نصر الله سفر مع ديكور ممدوح عباس لإبراز هوية خاصة بهذا العمل.
ويبدو العرض منذ اللحظة الأولى منه شغوفاً بهوية حلب العربية وقدرتها على مقاومة كل موجات الغزو البربري وذلك من خلال قدرة إنسان هذه المدينة على تجاوز كل الآلام والتمسك ببيته ووطنه بعيداً عن ثنائية التخوين والتكفير التي تعرض لها المواطن السوري ولاسيما في حلب منذ قرابة أربع سنوات لينتصر /أبوسمعو/ الإنسان البسيط للعودة إلى بيته في مدينة القدود والموشحات .
وبرز الفنان حازم حداد في عرض “قهوة مرة” كممثل ممتلك لأدواته محاولاً ملء فضاء مسرح الحمراء الذي يعتبر من المسارح غير الملائمة لعروض المونودراما نظراً لضخامة الفضاء وصعوبة إشغاله عبر ممثل واحد مما ضاعف من صعوبة المهمة التي قام بها الفنان حداد ناهيك عن استنفاد طاقة الممثل عبر إصراره على شغل الحيز المكاني للعرض بمجموعة من الرقصات والحركات الفائضة وتكرار للرسم الحركي للممثل.
وكتب مخرج العرض على بروشور المسرحية التي أنتجتها وزارة الثقافة /مديرية المسارح والموسيقى- المسرح القومي../ قسماً بحجارة قلعتنا حلب سنرجع يوماً إلى حينا/ ليكون “قهوة مرة” تعبير لا لبس فيه عن قدرة المسرح على فعل المقاومة والوقوف في وجه الطامعين إذ تنقلنا المسرحية من مكان إلى مكان عبر مؤثرات صوتية وموسيقى ملائمة إلى قلب حلب القديمة وحاراتها العريقة عبر مواويل شرقاوية ورقصة العربية -الرقصة الحلبية التراثية المعروفة في أعراس عاصمة الشمال السوري.
يذكر أن عرض “قهوة مرة” مستمر حتى 12 من شهر آذار الجاري الساعة الخامسة يومياً على مسرح الحمراء والدعوة عامة.
سامر إسماعيل