عاجل
مسرحية هوب هوب على مسرح الحمراء بدمشق 04 تشرين الثاني 2014
04 تشرين الثاني 2014
لا شك بأن المخرج المسرحي السوري د. عجاج سليم يعتبر من المخرجين المسرحيين المتميزين في ساحتنا الثقافية الذين قدموا لهذا الشكل الفني اضافات حقيقية، وكلنا نتذكر عروضه السابقة التي ظلت علامة واضحة في تاريخ المسرح السوري من حيث جدية الفهم والبناء معاً، وأن مسرحيته الأخيرة «هوب هوب» التي بدأت عروضها بتاريخ 2 تشرين الثاني 2014 على مسرح الحمراء بدمشق جذبت المتلقي وعجت الصالة بالحضور وصل إلى حدود الجلوس في المرات، حيث خلقت هذه المسرحية الدهشة وايقظت الرغبة النقاش والجدال عند المتلقي.
يتحدث العرض الذي اقتبسه الكاتب جوان جان من نص «الجزيرة القرمزية» للكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوف عن فرقة مسرحية للهواة تقدم عملاً مسرحياً ناجحاً يلفت نظر أحد متعهدي الأعمال المسرحية فيبادر إلى تقديم عرض مغر يقضي بإرسالها إلى الولايات المتحدة مقابل إغراءات مادية ومعنوية شرط إجراء بعض التعديلات على النص الذي ينتقد سياسة الولايات المتحدة.
حضر اكتشف سورية افتتاح مسرحية «هوب هوب» والتقت بعض العاملين فيها، والبداية كانت مع الممثل الشاب مهران نعمو حيث قال: «تركت هذه التجربة مع الدكتور عجاج سليم أثر كبير بداخلي لأنها جديدة بالنسبة لي وطرحت مسائل عديدة وخاصة يعمل فيها طاقم من الممثلين ينتمون إلى ثلاثة أجيال، تبدأ من الجيل الفني الشاب الصاعد تمر عبر جيل آخر يمثله الفنان كفاح الخوص، وينتهي مع الفنان محمد خير الجراح».
وأضاف نعمو: «الجميل في هذا المزج هو ذلك الانسجام والتوليفة الرائعة بين هذه الأجيال، وتكمن أهميته أيضاً في استفادتنا نحن الشباب من خبرة الفنانين المخضرمين».
تعالج المسرحية بطريقة تقترب من الواقعية مسألة مهمة في حياة شرقنا المأساوي آلا وهي تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في أدق تفاصيل حياتنا وإظهار وجهها البشع.
يحدثنا الكاتب جوان جان حول تجربته الثانية مع د.عجاج: «هذه هي التجربة الثانية لي مع د.عجاج سليم بعد تجربتنا السابقة "نور العيون" التي عُرِضَت قبل ثلاثة عشر عاماً، وقد اتبع د.سليم في هذه المسرحية نفس الأسلوب الذي اتبعه في "نور العيون" من حيث إتاحة المجال أمام الممثلين لإغناء الشخصيات الموكلة إليهم، خاصة وأن طبيعة النص الكوميدية تفسح المجال واسعاً أمام اجتهاد الممثل، بعكس التراجيديا التي تقيّد الممثل، وقد تجاوب ممثلو "هوب هوب" مع توجيهات د.عجاج في إغناء شخصياتهم فقدموا اقتراحات هامة أخذ المخرج بعدد لا بأس به منها بما يفيد الصورة النهائية للعمل».
وأضاف جان: «ما أسعدني ككاتب للعمل أن الممثلين تفاعلوا مع الشخصيات المكتوبة وانسجموا معها وأغنوها بنفس الوقت الذي تمّت فيه المحافظة على معظم ما قدمتُه في النص المسرحي المؤلَّف من حوالي خمسين صفحة، وقد تمكّن المخرج بحِرَفيته العالية وذائقته الفنية المتميزة من نقله إلى خشبة المسرح محافظاً على مجمل أفكاره ومعظم حواراته».
يستخدم المخرج في عرضه هذا عدة أساليب بنائية معروفة في معالجة فكرته كـ« تكنيك» المسرح داخل المسرح، واللجوء إلى المبالغات الكاريكاتيرية لإبراز حدة المعنى ومحاولة تحطيم الابهام المسرحي والمزج بين الكوميديا والتراجيديا.
يقول المخرج د.عجاج سليم لاكتشف سورية: «إن هذه التجربة تختلف عن تجاربي السابقة، حيث إن العرض أو النص الأساسي في مرتكزاته يقترب من واقعنا، وقد أعد نص المسرحية الكاتب جوان جان وهو مقتبس عن مسرحية «الجزيرة القرمزية» للكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوف, ولكن جوان عمل على تعديل النص ليحمل رسالة فحواها بأننا أبناء وطن عمره آلاف السنين، وقد عاشت فيه قوميات وأديان ومعتقدات، وبمراحل لاحقة أحزاب وقوى سياسية مختلفة، على مدى العصور جعلنا هذا التأثير الحضاري نحيا معاً, ما كانت هذه الحضارة لولا وجود هذا الاندماج وهذا الانسجام في بلدنا الغالي سورية، وبالنسبة لي فإنني أرفض كلمة العيش المشترك لأننا شعب واحد وكل منا يعيش حياته، وأعتز بسوريتي ووطني سورية الملونة والحضارية، فهذه الفسيفساء الجميلة الموجودة في سورية تحسدنا عليها كل الدول، ومن هنا تأتي هذه المسرحية لتدافع عن كل ما هو حضاري سوري، ولتدافع أيضاً عن الوطن الجميل الذي أنتجته سورية عبر السنوات الطويلة والحضارات العريقة والثقافات المتنوعة».
وتابع قائلاً: «"هوب هوب" عبارة شعبية في اللهجة السورية الدارجة كانت تعنى الطلب من سائق الحافلة التوقف السريع وهي تشير بشكل عام إلى الرغبة بإنهاء فعل أو حدث أو حوار أو مشكلة أو أزمنة، وكلمة hope hope بالإنكليزية تعني الأمل، ومسرحية "هوب هوب" هي دعوة؛ صوت؛ رغبة؛ أمل؛ مساهمة؛ ألم؛ صرخة، من الفنان بشكل عام، والمسرحي خصوصاً أكثر الكائنات تأثراً بكل ما يدور حوله، فكيف إذا كان ما يدور حرباً؛ بل حرباً كونية».
وأنهى حديثه قائلاً: «عرض "هوب هوب" هو نتاج ورشة عمل مفتوحة استمرت يومياً خلال التدريبات بحضور المؤلف والمخرج وساهم فيها الممثلون بالدور الأكبر في عملية صياغة أدوارهم وإخراجها بالشكل الذي راءه المتلقي اليوم وهي تطبيق عملي لتجربة الكتابة على المسرح».
تجدر الإشارة إلى أن العرض يندرج في سياق عروض مديرية المسارح – المسرح القومي- لهذا الموسم، العمل من تمثيل الفنانين: محمد خير الجراح، كفاح الخوص، أسامة الحفيري، طارق عبدو، نجاح مختار، محمد حمادة، مي السليم، مهران نعمو، فادي الحمو، خوشناف ظاظا، مجد الحفيري، نور الحسيني، تصميم الديكور د. سمير أبو زينة، إضاءة بسام حميدي، موسيقا سيمون مريش، مكياج سلوى حنا، وساعد في الاخراج الفنان خوشناف ظاظا.
مسرحية هوب هوب على مسرح الحمراء بدمشق
اكتشف سورية