«من أجل لا.. ونعم»!

سامر محمد إسماعيل
تاريخ المقال: 29-03-2014 02:09 AM

لا يبتعد بيت أبي خليل القباني في حي «كيوان» عن مراسم الاحتفالية التي يقيمها المعهد العالي للفنون المسرحية هذه الأيام بدمشق احتفالاً بيوم المسرح العالمي، فالبيت الذي نهبه اللصوص وسرقوا مذكرات رائد المسرح السوري منه لم يكن في خطة الأيام الثقافية للمعهد (2427 آذار) لتظل مطالبات وزارة الثقافة بهذا الصرح في أدراج وزارة السياحة التي كانت تنوي تحويل بيت القباني إلى محل فول وحمص! لكن أجواء العاصمة السورية كانت فاتحة السور المسرحية التي قدمها أحفاد القباني أمام باب أكاديميتهم بعرض «دمشق صباحاً» بإشراف الفنان فؤاد حسن، حيث أكمل طلاب السنة الأولى والثانية مواقيت ومقتطفات من حياة الدمشقيين عبر استعراض لمهن وشخصيات شارع أتبعوها بعرضين هما «دمشق ظهراً» و«دمشق ليلاً»، إذ بدت من العروض الثلاثة رغبة هؤلاء بالإسقـاط على واقع عاصمة بلادهم في ظل الأزمة الدائرة اليوم، ليتابع المعهد أيامه الثقافية بمعارض سينوغرافيا وأزياء ومكياج. أنشطة متعددة حفلت بها هذه الفعالية أبرزها عرض مكــياج مباشر قدمه الطلاب في بهو المعهد بإشراف هشـام عرابي أستاذ فن المكياج؛ ليتابع الجمهور بعدها معرضاً تشكيلياً لطلاب قسم السينوغرافيا؛ وذلك في قاعتي المرسم الأول والثاني من المعهد الدمشقي؛ أشرف عليه كل من نزار بلال وجابر صطيف ومحمد علي؛ ليعقبه معرض لتصميم الديكور المسرحي، لينتقل الجمهور بعدها إلى خشبة المسرح الإيطالي بالمعهد ليتابع تكريم وزارة الثقافة لشيخ المخرجين السوريين مانويل جيجي ومصمم السينوغرافيا الفنان نعمان جود؛ حيث تضمن ذلك عرض فيلمين تسجيليين عنهما؛ شاهد الجمهور بعدها مشهدية إيماء من تصميم عميد المعهد الفنان سامر عمران إضافةً إلى مشهدية أكروبات وحركة للفنان وليد الدبس.
برنامج الأيام الثقافية كان حافلاً أيضاً ببرنامج غزير من الفعاليات التي تابعها الجمهور من اليوم الأول بقراءات مسرحية لشكسبير باللغة الإنكليزية أشرفت عليها كندة متولي؛ إضافةً إلى قراءات مسرحية قدمها طلاب قسم الدراسات المسرحية بإشراف من أستاذتهم ميسون علي؛ ليبقى الجمهور بعدها مع مقطع راقص لطلاب قسم الرقص من تصميم الفنانة نغم معلا؛ أعقبه عرض أزياء تضمن إعادة تصنيع من أشياء مهملة تحت إشراف مصممة الأزياء ميرال دير أركليان.
العرض الأبرز كان تقديم مسرحيـة بعـنوان «من أجل نعم ومن أجل لا»، تمثيل كل من لمى الحكيم وكامل نجمة ومجد فضة؛ في «أستوديو رقم 3» بالمعهد عن نص من تأليف الكـاتبة نتالي ساروت ودراماتورجيا وسيم الشـرق وإخراج مجد فضة؛ حيث تروي هذه المسرحية حكاية صديقين يختصران الحالة السورية، مع وضد في صراع يبدو أنه يكشف بقوة عالم الكارثة السورية، وسوء الفهم المزمن في مرحلة حساسة من حياة الوطن، وتشرذم أبنائه في جحيم دموي ساهم في هجرة نجوم الريبرتوار السوري خارج بلادهم.
فعاليات الرقص والأزياء ومعارض السينوغرافيا استمرت طيلة الأيام الثقافية؛ إذ حفلت هذه التظاهرة بمعرض دائم في بهو المعهد لمنشورات «الهيئة العامة السورية للكتاب» لتقدم الكريوغراف نورا مراد عرضاً حركياً في المسرح الجسدي جنباً إلى جنب مع فيلم عن ورشة في فن الإيماء بإشراف كل من محمد علي ووسيم قزق؛ بينما قرأ علي سليمان كلمة يوم المسرح العالمي التي كتبها هذا العام المخرج والمصمم المسرحي الجنوب إفريقي بريت بيلي؛ ليكون ختام هذه الأيام الثقافية بمسرحية «زواج فيغارو» التي قام بأدائها طلاب السنة الثالثة وأخرجها الفنان سمير عثمان. القراءات المسرحية كان لها نصيب من هذا الكرنفال، لتعقبها أمسية شعرية لطلاب قسم الدراسات المسرحية؛ بينما اقتصرت عروض مديرية المسارح والموسيقى بيوم المسرح العالمي بعرض «عن الحرب وأشياء أخرى - مسرح الحمراء»، إضافةً إلى ندوة نقدية على «مسرح القباني» بعنوان «الإعلام والمسرح».

سامر محمد إسماعيل